الندوات
أقامت كلية القانون في جامعة الكفيل وبالتعاون مع وحدة التدريب والتعليم المستمر في الجامعة ندوة نقاشية بعنوان تجريم العنف الأسري في القرآن الكريم والسنة المطهرة
2021 - 04 - 25

ملخص الحلقة النقاشية

أقامت كلية القانون في جامعة الكفيل وبالتعاون مع وحدة التدريب والتعليم المستمر في الجامعة حلقة نقاشية بعنوان (تجريم العنف الأسري في القرآن الكريم والسنة المطهرة) أدارها (المدرس الدكتور محسن كامل غضبان بدر الخزاعي/ تدريسي في كلية القانون) وذلك في تمام الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم السبت الموافق 9/1/2021 وعلى قاعة كلية القانون وبحضور الأستاذ المساعد الدكتور أحمد علي الخفاجي عميد كلية القانون وكالة وعدد من أعضاء الهيأة التدريسية في الكلية وعدد من طلبة الكلية.

وابتدأ السيد الباحث بتقسيم محاضرته إلى العديد من المحاور منها مفهوم العنف الأسري الذي هو تعبير عن القوة الجسدية التي تصدر ضد شخص معين بصورة متعمدة، وبإضافة مفردة (أُسري) إليه يكون معناه: "إلحاق أحد أفراد الأسرة أو المنزل إصابة جسدية بفرد من افردها، وعادة ما يقع بين فردين أو أكثر يرتبطان برباط نسبي أو سببي، أو عن طريق علاقة اجتماعية أو قانونية معينة، وفي اغلب الاحيان يكون جريمة مرتبطة بالجنسين يرتكبها في الغالب الرجال ضد النساء، ويستخدم هذا العنف كأداة قوية للتحكم والقهر.

وتناول السيد الباحث أسباب العنف الأسري مبيناً أن للعنف الأسري أسباب عديدة تعود في الغالب إلى عوامل اجتماعية واقتصادية وتربوية ونفسية، ومنها التنشئة الخاطئة إذ يمكن ارجاع بعض حالات العنف الأسري إلى اساليب التنشئة الاجتماعية، فالنظام الاجتماعي لدى كثير من الأسر يتيح للطفل أن يقضي معظم وقته في اللعب خارج المنزل من دون أية رقابة من الكبار، فيما يجبر الفتاة على التزام البيت، وبالتالي فإنّ هذا الانقسام في أسلوب الحياة أدى إلى ظهور حالة من التمايز في الأدوار، والتباين في طريقة العيش، الأمر الذي انعكس على تنشئة الطفل على مفاهيم القوة والتعصب والعنف، لذا نشأ عندنا نظام اجتماعي يعطي للرجل الحق في قضاء أغلب وقته بين العمل واللعب والمقاهي ويمنع المرأة من تخطي عتبة الدار.

وبيّن السيد الباحث مسألة إكرام المرأة في القرآن الكريم، فلقد رفع الاسلام من قدر المرأة وأعلى شأنها ولهذا نلاحظ أنَّ القرآن الكريم ذكر المرأة على حدِّ ذكره للرجل، فقد ورودت مفردة نساء في القرآن الكريم 24 مرة ، مساوية لذكر الرجل: 24 مرة، بل سمى سورة كاملة باسم النساء في حين لم يذكر سورة باسم الرجال مثلاً ، وسمى سورة باسم (مريم)، وقال تعالى مكرماً المرأة: ‏{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً}.

واختتم السيد الباحث محاضرته بتجريم العنف ضد المرأة في القرآن الكريم، إذ يُعدُّ العنف ضد المرأة ظاهرة إنسانيّة ليست حكراً على شعب من الشعوب ولا جنس من الأجناس، فمنذ بدء الخليقة كان العنف يمارس من الرجال ضد النساء، ولا يخفى على ذي لب ما لقضية العنف ضد المرأة من أهمية كبيرة في القرآن الكريم، إذ أكدَّ في آيات عدة على نبذ العنف والايذاء تجاه المرأة، ومنها قوله تعالى‏: ‏{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}، وقوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} وغيرها من آيات القرآن الكريم.