لما كان بناء الأمم يرتكز على درجات العلم والمعرفة والوعي بهما بما يحقق سلوكاً محموداً، كانت العناية بالمؤسسات التربوية والتعليمية لها الأولوية في التخطيط التنموي للراعين للمجتمعات التي تبنتها العتبة العباسية المقدسة؛ لأنها واحدة من مظان الرعاية، ومن الطبيعي ألا يتحقق هذا الطموح الإيجابي إلا عبر تحويل النظرية إلى واقع عملي ملموس من خلال بناء تشكيل من المؤسسات التربوية والتعليمية بدءاً برياض الأطفال ومروراً بالمدارس على مراحلها المختلفة وانتهاءً بالجامعة، إن هذا البيان العلمي التربوي لا يمكن أن يحدث تغييراً نوعياً على الواقع المعاش من دون وجود أجهزة مختصة لرسم السياسات ووضع وسائل التنفيذ والتقويم ثم التأهيل والتطوير؛ لمواكبة المستجدات، واستحصال أرقى معايير الجودة في الإدارة والتعليم؛ لتحقيق البصمة المميزة في عالم التربية والتعليم. ومن أجل هذا وذاك أسست العتبة العباسية المقدسة هيأة التربية والتعليم العالي للنهوض بالأعباء السالف ذكرها؛ ولتكون مخرجاتها الستراتيجية آليات تنفيذية لمؤسساتها التربوية والتعليمية وبحسب التسلسل العمري المذكور سالفاً، وكانت جامعة الكفيل واحدة من المنافذ الرسمية لتحقيق الأهداف المنشودة من السياسة العامة للعتبة العباسية المقدسة، بحيث تعمل على صناعة مخرجات رسالية ذات قدرات مهنية عالية وكفوءة منافسة في مجال تخصصها ومسهمة في بناء البلد لها القدرة على تحقيق الحضور العالمي ولو على المدى البعيد عبر توفير الوسائل الموصلة إلى ذلك.
وتم استناداً الى موافقة سماحة المتولي الشرعي للعتبة العباسية المقدسة (دام عزه) على تشكيل لجنة رسم السياسات برئاسة سماحة السيد ليث الموسوي وعضوية كلا من سماحة السيد علاء الدين الحكيم وسماحة الشيخ جواد البهادلي، قامت هذه اللجنة برسم سياسة واضحة للمؤسسات التربوية التابعة للعتبة العباسية، بضمنها وضع برنامج سنوي إرشادي لجامعة الكفيل، وقامت هيأة التربية والتعليم العالي بكتابة دليل رسم السياسة الدينية والذي أوكل لرئيس الجامعة تطبيقه على كليات وأقسام الجامعة، فتم تشكيل قسم الإرشاد النفسي والتوجيه التربوي في الجامعة، وقد تنوعت الأنشطة والفعاليات والبرامج التي يضطلع بها القسم أهمها: (برنامج إلقاء محاضرات حوارية وتنموية، برنامج إلقاء محاضرات إثرائية علمية، برنامج التواصل الاجتماعي، برنامج إحياء الشعائر الدينية، برنامج إصدار مجلة فصلية وبرنامج تنظيم سفرات).